في ذكرى اغتيال سعيدة جبايلي… صوت الحقيقة الذي خنقته رصاصات الظلام
✍️بقلم: الرجل الفاضل
⚫️يوم 16 أكتوبر 1995، سقطت شهيدة الكلمة سعيدة جبايلي، الصحفية الشابة في جريدة الحياة العربية، برصاص الغدر والإرهاب، رفقة خطيبها لزهر أحمد مصطفى، الذي كان يعمل سائقًا في نفس الجريدة، وذلك في المكان المدعو جبل كوكو قرب باب الوادي بالعاصمة.

كانت سعيدة جبايلي في ربيعها السابع والعشرين، مفعمة بالحياة، مؤمنة برسالتها الإعلامية، تؤمن بأن الكلمة الحرة قادرة على مواجهة الرصاص، وأن القلم لا يُرفع إلا دفاعًا عن الحقيقة والوطن. لكن في زمنٍ كان فيه الحبر يُراق كما الدم، دفعت حياتها ثمنًا لتمسكها بمهنتها الشريفة.

اغتيالها لم يكن مجرد جريمة بحق صحفية شابة، بل كان طعنة في صدر الصحافة الجزائرية، ورسالة ترهيب لكل من يرفض الصمت أمام جنون الإرهاب الأعمى الذي حاول في تسعينيات القرن الماضي إسكات كل صوت يعارضه. ومع ذلك، لم يصمت الصحفيون. بل واصلوا الطريق ذاته، رغم التهديدات والاغتيالات، حاملين مشعل الحرية الذي سقط من يد سعيدة ليضيء أيدي غيرها.

لقد كانت سعيدة جبايلي رمزًا لجيل من الصحفيين الذين واجهوا الموت بإيمانهم بالمهنة، وبأن الكلمة الصادقة هي أقوى من الرصاصة. رحلت سعيدة، لكن ذكراها باقية في ذاكرة كل من يعرف معنى أن تكتب وأنت تحت الخطر، ومعنى أن تحب وطنك حتى آخر نفس.

اليوم، بعد ثلاثين عامًا تقريبًا على رحيلها، لا تزال صورتها تتجدد في ذاكرة الجزائريين، كرمزٍ للمرأة الصحفية الشجاعة التي اختارت طريق الحقيقة في زمن الخوف، وسقطت لتبقى شاهدة على مرحلةٍ كتب فيها الصحفيون بدمائهم تاريخ الجزائر الحديث.

المجد والخلود لسعيدة جبايلي، شهيدة الكلمة، ولكل شهداء الصحافة الجزائرية.

إقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *